الصفحة الرئيسية / الرومانسية الحديثة / لا يَنفع الندم: الوريثة العبقرية
لا يَنفع الندم: الوريثة العبقرية

لا يَنفع الندم: الوريثة العبقرية

5.0
166 فصل
1.5K تصفح
اقرأ الآن

‫في حادث أعمى ياسين، فرفضته جميع نساء المجتمع الراقي - ما عدا ياسمين، التي تزوجته دون تردد.‬ بعد ثلاث سنوات، استعاد بصره وأنهى زواجهما. ‫‫"لقد أضعنا بالفعل سنوات كثيرة.‬ ‫لن أدعها تضيع سنة أخرى معي."‬‬ ‫وقعت ياسمين أوراق الطلاق دون أن تنطق بكلمة.‬ ‫سخر الجميع من سقوطها - حتى اكتشفوا أن الطبيبة المعجزة، ونجمة عالم المجوهرات، وعبقرية الأسهم، وأفضل هاكر، والابنة الحقيقية للرئيس... كلها كانت هي.‬ ‫عندما عاد ياسين زاحفًا متوسلاً، قام رجل أعمال لا يرحم بطرده.‬ ‫"هي زوجتي الآن.‬ ‫اغرب عن وجهي."‬

قائمة الفصول

Chapter 1 لِنَتطلق‬‬‬

‫في الليلة التي سبقت الذكرى الثالثة لزواجهما، خرج ياسين حسن منتصرًا من مزاد فاخر، حاملاً في يده زوجًا نادرًا من الأقراط الياقوتية الزرقاء.‬

‫قال بهدوءٍ، وصوته يغلفه دفء غامض:"من أجل الشخص الذي أدين له بالكثير... حبيبتي."‬

‫من منزلها، جلست زوجته ياسمين عابد أمام شاشة التلفاز، وقد غمرت الدموع عينيها وهي تتابع البث المباشر للمزاد.‬ ‫غدًا ستكون الذكرى الثالثة لزواجهما. ربما، أخيرًا، أدرك ياسين مقدار حبها وتفانيها.‬

‫زفرت جدته بارتياح.‬ ‫أخيرًا، فهم حفيدي معنى الزواج الحقيقي.‬

‫في المساء التالي، ما إن وضعت ياسمين اللمسات الأخيرة على مائدة عامرة حتى سمعَت صوت الباب يُفتح، فدخل ياسين بخطواتٍ واثقة.‬

‫أسرعت نحوه، استقبلته بابتسامةٍ حذرة، وأخذت حقيبته قبل أن تمد يدها لتتناول معطفه.‬

‫قال وهو يتفحّص الطعام‬ ‫هل حدث شيء ما؟‬

‫كان ياسين فارع الطول، آسراً للعيون، يتحرك بخفة ورشاقة كأنه في عرض أزياء.‬ ‫حتى الفعل البسيط المتمثل في فك ربطة عنقه كان يبدو كانه عارض أزياء محترف.‬

‫ومع ذلك، كان ينجح دائمًا في إحداث القشعريرة في أوصال ياسمين بمجرد بضع كلماتٍ منه.‬ ‫توقفت أصابعها بتردّدٍ خفيف، وهمست بصوتٍ مرتجف: "ألم تنسَ... أليس كذلك؟‬

‫لا يمكن أن يكون هذا حقًّا ما يحدث.‬ ‫لقد اشترى تلك الأقراط الياقوتية الثمينة ليُصلِح ما بيننا، أليس كذلك؟‬

‫عقد ياسين حاجبَيه بتعجّبٍ خفيف.‬‬ ‫أنسى ماذا تقصدين يا ياسمين؟‬

‫الأقراط الياقوتية... أنتَ الذي اشتريتها، أليس كذلك؟‬ ‫ارتجف قلبُها، غيرَ أن شرارةَ الأمل لم تنطفئ بعد.‬

‫كيف علمتِ بتفاصيل تلك الأقراط؟‬ ‫بدا ياسين مذهولًا حقًّا، كما لو أن الأمر فاجأه بالكامل.‬ ‫ومن الواضح أنه لم يكن يتوقع أن تهتم زوجته الهادئة، التي لا تُلقي بالا عادةً، بهذه الأمور الفاخرة.‬

‫ارتسمت على شفتيه ابتسامة خافتة، تكشف عن احتقارٍ دفين.‬

‫بالطبع، كانت ياسمين تحمل جمالًا طبيعيًا — ملامحها رقيقة، وعيونها ناعمة ومعبرة — إلا أنها رفضت أن تتفاخر به.‬ ‫كانت ترتدي ملابس بسيطة، تبدو دائمًا كزهرةٍ ذابلةٍ وذائبة.‬

‫وغالبًا ما كانت خادمة المنزل تبدو أكثر أناقةً من ياسمين.‬

‫ومع ذلك، جمعت شجاعتها، وتلألأت عيناها بحذرٍ خافت.‬ ‫لقد شاهدتُ البث المباشر لمزاد الأمس.‬ ‫تلك الأقراط مذهلة بحق —‬

‫فجأةً قاطعها ياسين: "إنها من نصيب فاطمة.‬‬‬

‫وعند ذكر حبه الأول، فاطمة عامر، أصبح صوته أكثر نعومةً بشكل ملحوظ.‬ ‫لقد وافقت أخيرًا على العودة إلى جانبي.‬ ‫وبالطبع، كان لا بد لي من تحضير شيءٍ مميز لاستقبالها.‬

‫انتفض قلب ياسمين بالألم، وقطعت أنفاسها تقطعًا شديدًا.‬

‫إذن، الشخص الذي شعر بأنه مدين له هو فاطمة عامر، المرأة التي تخلت عنه؟‬

‫‫وماذا يعني ذلك بالنسبة لها — الزوجة المُخلصة التي وقفت إلى جانبه لمدة ثلاث سنوات دون تذمُّر، ولم تطلب حتى الاعتراف؟‬‬

‫غير قادرة على الاحتمال، ارتجف صوتها متأثرًا بالألم العميق.‬ ‫ياسين، هل نسيت من كان سبب الحادث الذي جعلك تفقد بصرَك؟‬

‫في ذلك اليوم المروع، أحدثت فاطمة ضجة بسبب أمر تافه، مما شتت انتباه ياسين وتسبب في وقوع الحادث.‬

‫عندما انتشر الخبر بأن بصر ياسين قد يُفقد بشكل دائم، اختفت فاطمة بسرعة، وابتكرت عذرًا واهنًا قبل الهروب إلى الخارج سريعًا.‬ لم تترك أي أثر، واختفت تمامًا.

‫كان زفافهما قد أعلن بالفعل، والدعوات أٌرسلت.‬ لم يكن بالإمكان العثور على فاطمة أو عائلتها.

‫لولا تدخل ياسمين بشجاعة في اللحظة الأخيرة، لكانت عائلة جيبسون قد أصبحت موضع حديث المدينة بأسرها.‬

‫رد ياسين بقسوة:‬ ‫أنتِ لا تعلمين شيئًا عن الأمر!‬ ‫لم تكن فاطمة هي السبب!‬

‫لقد رفض تمامًا أن يقبل أي نقد يمس حبه المزعوم.‬ ‫رد مدافعًا: فاطمة هي التي اهتمت بإجراء عمليات عينيّ.‬ ‫ولا أن الحقيقةَ انكَشفَت صدفةً، لما كنتُ لأدركَ قطّ ما صنعتَهُ في الخفاءِ من أجلي.‬

‫بالكاد استطاعت ياسمين تشكيل الكلمات من شدة ذهولها.‬ ‫ماذا... تقولين؟‬

‫كانت ياسمين نفسها من أجرت عملياته الجراحية.‬ ‫وقد توسلت جدته إليها لتقديم المساعدة.‬ ‫أجرت ثلاث عمليات حاسمة، دافعةً بنفسها إلى حدِّ الإنهاك.‬ ‫قضت ليالٍ عديدة بلا نوم تعتني به، دون أن تفصح أنها كانت ناسجة البصيرة، مُكرِّسةً نفسها بالكامل لياسين.‬

‫كيف أصبحت فاطمة هي التي تنال كل الفضل في النهاية؟‬

‫هل أنت متأكد؟‬ ‫هل تثق في كل شائعة تسمعها؟‬

‫بالتأكيد.‬ ‫كانت فاطمة هي آخر تلميذة للبروفيسور أحمد طارق — الشخص الوحيد على وجه الأرض المؤهل لإجراء تلك العمليات، رد ياسين بفخر وامتنان.‬

‫لكن أليست ياسمين في الواقع هي التلميذة الأخيرة للبروفيسور ميتشيل؟‬ ‫منذ متى كانت فاطمة تتظاهر بأنها هي؟‬

‫أرادت ياسمين بشدة كشف خداع فاطمة في تلك اللحظة، لكنها تذكرت بسرعة وفاة معلمها قبل ستة أشهر.‬

‫ستختار فاطمة بالطبع للعودة الآن.‬

‫مع رحيل أحمد، لم يعد هناك من يستطيع تحدي ادعاءات فاطمة.‬ ‫أما ياسين، الذي تعافى تمامًا بفضل رعاية ياسمين، فقد أصبح الآن يتمتع بنفوذ كبير كرئيس لمجموعة جيبسون.‬ ‫توقيت فاطمة كان مُحكمًا وبدقةٍ متناهية.‬

‫لم يكن لدى ياسمين دليل ولا وسيلة لكشف الحقيقة.‬ ‫بهدوء، وبمرارة، سألت: إذن ماذا تفعل هنا الليلة؟‬ ‫ألا يجب أن تحتفل مع فاطمة؟‬

‫نزعت مريولها فجأة وشعرت باليأس ينهش قلبها بشكل مؤلم.‬

‫كان رد ياسين غير مبالٍ.‬ ‫أنا مرهق يا ياسمين.‬ ‫لنُنْهِ هذا الزواج.‬ ‫اتفقنا على ثلاث سنوات، وقد تحملت الكثير.‬

‫تحمل الكثير؟‬ ‫كيف يجرؤ على تجاهل كل تضحياتها بكل بساطة؟‬

‫ثلاث سنوات، أفنتْ خلالها كلَّ ما لديها لتعيد إليه بصرَهُ، وجعلته الرجل القوي الذي أصبح عليه.‬

‫دون حتى الاعتراف بالألم المُرتسِم على وجهها، أخرج ياسين بهدوء مجموعة من وثائق الطلاق، تم إعدادها مسبقًا.‬ ‫راجعيها.‬ ‫وقعي، إذا لم تكن لديكِ اعتراضات.‬ لقد أضعت بما فيه الكفاية من الوقت بالفعل. ‫لن أجعل فاطمة تنتظر أكثر من ذلك.‬

‫نظرت ياسمين إلى الأوراق بمرارة، وركزت على تسوية الطلاق — شقة بعيدة عن مركز المدينة، السيارة القديمة التي كانت تستخدمها للتسوق، وثلاثة ملايين دولار زهيدة.‬

لا يصدق. كانت جرأته مذهلة.

أهدى أقراط من الياقوت بقيمة ثلاثمائة مليون للمرأة المسؤولة عن عماه، ومع ذلك قدم ثلاثة ملايين فقط للزوجة التي أنقذته.

‫ثلاثة ملايين لن تغطي حتى تكلفة واحدة من عملياتها الجراحية، ناهيك عن تعويض عن الإجراءات العديدة التي رفضتها خلال هذه السنوات الثلاث التي قضتها متفرغة لتهتم به فقط.‬

‫إذا كنتِ تريدين المزيد...‬ ‫لقد توقع دموع أو استجداء من ياسمين.‬

‫بدلاً من ذلك، تهكَّمت بهدوءٍ، والتقطت القلم بحسم، ووقعت اسمها بتصميمٍ.‬

تلعثم ياسين، مذهولًا. لم يتوقع منها الاستسلام بهذه السرعة. ‫كانت ياسمين يتيمة — هل ستتخلى حقًا عن حياة الرَّغَدِ؟‬

‫أعادت ياسمين الأوراق الموقعة، وقالت ببرود ووضوح: لقد انتهى الأمر.‬ ‫‫من الأفضل ألا تندم على اختيارك يا... ياسين.‬‬

واصِل القراءة
img انتقل إلى التطبيق لمشاهدة المزيد من التعليقات المميزة
آخر تحديث: الفصل 166 تقديم التزوير؟   اليوم00:41
img
img
MoboReader
حمّل التطبيق
icon APP STORE
icon GOOGLE PLAY